logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الاثنين 01 ديسمبر 2025
05:28:43 GMT

صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (1 2)

صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (1 2)
2025-10-21 15:20:33

الترقب وحبس الأنفاس
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
الصورة الشعبية في قطاع غزة بعد التوقيع على خطة ترامب لوقف العدوان الإسرائيلي عليها، تختلف كلياً عن الصورة التي سادت خلال عامين كاملين من العدوان والقصف والغارات الحربية الكثيفة المتواصلة، التي خلفت ما يزيد عن 250 ألف شهيد وجريحٍ، وأكثر من مليوني نازحٍ ولاجئٍ، نزح أغلبهم من مناطقهم الأصلية، ومن المناطق الجديدة التي لجأوا إليها أكثر من مرةٍ، مما زاد في معاناتهم، وفاقم مأساتهم، وضاعف آلامهم، وعرضهم لمخاطر كبيرة خلال محاولاتهم البحث عن ملاذاتٍ آمنة وملاجئ محمية، إلا أن هذه ولا تلك لم تحمهم من الغارات الإسرائيلية، وعمليات القصف وتفجير الروبوتات المسيرة المفخخة.

ما بعد الحرب المدمرة يختلف كلياً عما قبلها، ولا يشبهها في شيء رغم مشاهد الدمار والخراب على امتداد القطاع، بغض النظر عن بعض الخروقات المتعمدة التي جرت، والتي ستجري حتماً، بالنظر إلى طبيعة العدو الإسرائيلي الخبيث المكار، وطبيعة نتنياهو الكذاب المراوغ، المصر على مواصلة العدوان واستمرار الحرب، واستخدامها في معاركه الداخلية، وتوظيفها لصالحه في معركته الانتخابية التي باتت قريبة، والتي يخشى أن تجرده من مجده الكاذب، ومن انتصاره الزائف، وأن يساق بعدها مداناً إلى المحكمة التي طال مثوله أمامها دون حكمٍ بسبب الحرب، وإرجاءٍ بدعوى المسؤولية والمهام وإدارة الحرب وشؤون البلاد.

جاء الإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد أكثر من 24 ساعة من التوقيع على الوثيقة الدولية، التي رعاها وأشرف عليها الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والمصري عبد الفتاح السياسي، في مدينة شرم الشيخ الساحلية السياحية بمصر، وحضرها وشارك فيها أكثر من عشرين ملكاً ورئيساً ورؤساء حكومات ووزراء خارجية، وقد حبس الفلسطينيون في قطاع غزة أنفاسهم وهم يتابعون الأخبار المتعلقة بجلسة الحكومة الإسرائيلية، التي أرجئت أكثر من مرةٍ قبل المصادقة على خطة ترامب والموافقة عليها، والإعلان رسمياً عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أن الغارات الحربية، وعمليات القنص والقتل لم تتوقف خلال مدة ألــــ 24 ساعة، التي فصلت بين التوقيع الدولي والالتزام الإسرائيلي.

التزم المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة أماكنهم في العراء وتحت الشمس، وفي الخيام البالية والتخشيبات المتصدعة، وفي بقايا البيوت التي ما زالت بعض جدرانها قائمة، وسقوفها موجودة، واجتمع كثيرٌ منهم أمام بوابات المستشفيات القليلة المتبقية، يتابعون الأخبار، وينتظرون مصادقة حكومة الكيان، والقلق يساورهم من انقلاب العدو وعدم التزامه، إذ أنها طبيعته وجبلته، والخشية لا تفارقهم من تهديدات بن غفير وسموتريتش ونتنياهو ووزير حربه كاتس، الذين يرفضون إيقاف الحرب، ويصرون على مواصلتها، ويدعون جيشهم إلى استخدام القوة المفرطة وأثقل الأسلحة في الغارات على السكان الفلسطينيين.
تصاعدت الخشية الفلسطينية من غدر العدو في الساعات، بل في الدقائق الأخيرة، التي تسبق دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتعالت الأصوات بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم التسرع والعجلة بالخروج إلى الشوارع، والتظاهر فرحاً بانتهاء الحرب وتوقف العدوان.

ولعل المقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها، قد امتنعت نتيجةً لخبرتها السابقة وتجاربها الكثيرة، عن الظهور في الشوارع، والحركة العامة بين الناس، حتى يتم التأكد من دخول وقف إطلاق النار حيزه رسمياً، وثبات الهدنة والتزام جيش العدو بها، فهذا العدو لا ينفك يغدر، ولا يزال يجمع المعلومات ويجدد بنك أهدافه حتى اللحظات الأخيرة، وهو غالباً يستفيد من هذه الأجواء في تحديث بياناته، وتجديد معلوماته، انتظاراً لأي فرصةٍ ينكث فيها عهده، وينقض فيها وعده، وينقلب على كل الاتفاقيات والمعاهدات.

لعل هذه هي بعض المشاهد والصور التي سبقت مصادقة حكومة العدو على الخطة، وهي صور اتسمت بالخوف والقلق، والحيطة والحذر، والترقب والخشية، ولكن الصور المشاهد التي تلتها كانت كثيرة وعديدة، لكنها كانت مختلفة ومغايرة، ولافتةً ومميزةً، وهي التي سنسلط الضوء عليها قليلاً في المقالات التالية.

 صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (2)
انتشارٌ أمني وضبطٌ ميداني

ما إن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتوقفت الطائرات الإسرائيلية عن شن الغارات وقصف المدنيين الفلسطينيين، وانسحبت قوات جيش الاحتلال إلى ما بعد الخط الأصفر المتفق عليه بموجب خطة ترامب، وكفت عن الدبابات ولو نسبياً عن إطلاق قذائفها، حتى انتشرت في شوارع قطاع غزة ضمن المناطق المحددة، التي تشكل أقل بقليل من نصف مساحة قطاع غزة، أكثر من سبعة آلاف من عناصر حركة حماس، المكلفين بحفظ الأمن، وضبط الأوضاع، ومنع الاعتداءات، ومساعدة المواطنين الفلسطينيين في العودة إلى مناطقهم، وتسوية مشاكلهم، حيث كان من بين العناصر التي انتشرت، قواتٌ شرطية، وأخرى تابعة للبلديات والوزارات والدوائر الحكومية، وغيرها ممن قاموا على الفور بتسلم المهام الإدارية، وتسيير الحياة اليومية، للتيسير على المواطنين والتخفيف عنهم.

ظهر المكلفون بحفظ الأمن وضبط الأوضاع بزيهم الرسمي، وشاراتهم الدالة على وظائفهم والمميزة لمهامهم، وقد حرصوا على مظهرهم الخارجي وحركتهم الظاهرية، وانتشارهم المنسق، فبدا عليهم الترتيب والنظام، والتنسيق واتقان الأدوار، والحرص على القيام بالواجب، فالمهام الملقاة على عاتقهم وإن كانت ملحة وضرورية، إلا أنها كبيرة وخطيرة، في ظل قطاعٍ مدمرٍ مخربٍ لا شيء فيه بات صالحاً للعيش والحياة، وعشرات آلاف النازحين عن مناطقهم، والمحرومين من المأوى والسكن، وفي ظل عدوٍ خبيثٍ مكارٍ يتربص بهم، ويتمركز قريباً منهم، بدباته وآلياته، فضلاً عن مسيراته وطائراته، الأمر الذي يجعل المهمة صعبة وشاقة، وعسيرة وخطيرة. 

كان لابد من التحرك السريع والفاعل، والانتشار المنضبط والواسع، في كل المناطق المتاحة من قطاع غزة، لمنع الفوضى وبسط النظام، ورفع المظالم ومنع التغول والاعتداء، فالحرب لها تداعيتها وتكشف عن بعض الظواهر والعوارض السلبية التي يجب التصدي لها وعلاجها، وقد سارعت أغلب الدوائر والمؤسسات المدنية والخدمية إلى التعميم على من بقي من العاملين فيها وسائر الموظفين للالتحاق بمراكزهم ومباشرة أعمالهم، لحاجة المواطنين الماسة إلى من يسوي أمورهم، ويذلل العقبات أمامهم، ويقدم الخدمات لهم، ويستجيب إلى بعض طلباتهم حسب القدرات والامكانيات، التي هي قليلة جداً بعد أن أعدمها الاحتلال، وجعلها نادرةً جداً بالحرمان والحصار وإغلاق المعابر ومنع دخولها إلى القطاع، مهما كانت حاجة السكان لها.

ربما تفاجأ الكثيرون مما رأوا وشاهدوا، ففرح بعضهم واستبشر، وأبدوا إعجابهم بهذا الشعب العظيم، الذي خرج من تحت الأنقاض يبحث عن الحياة، ويتطلع إلى المستقبل، ويرنو بعيونه إلى اليوم التالي بكل الأمل والثقة واليقين، وقد طوى الحزن، وعض على الجرح، وترحم على الشهداء، وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين وانطلق يواصل الحياة، ويخوض صعابها، ويواجه تحدياتها، ويعد نفسه والعالم كله بالانتصار عليها، وإفشال كل من حاول وأدهم وقتل الحياة في نفوسهم، وحرمانهم من أرضهم ومستقبلهم في بلادهم. 

وبعضهم صدم وأصابته الدهشة لما يرى، إذ كيف لهذا الشعب الذي ذاق المر على مدى عامين كاملين، لم تتوقف خلالهما طاحونة الحرب عن الدوران، وهي تفتك وتقتل، وتخرب وتدمر، وتشرد وتشتت، يفشل مشاريعهم، ويحبط خططهم، ويجبرهم على التخلي عن أحلامهم والإقلاع عن خيالاتهم، والاعتراف بإرادة هذا الشعب العظيم الذي لا يعرف الخضوع ولا اليأس أو الاستسلام.

كان الناس في قطاع غزة في حاجةٍ ماسةٍ إلى من يراقب الأسعار ويمنع الاحتكار والجشع والطمع، وينظم الأسواق وعمل البسطات، ويتابع الباعة وأصحاب المحال التجارية، ويفصل بين الناس في خلافاتهم، وكان المواطنون يشتكون من أعمال السرقة والنهب، والسطو على القوافل وسيارات المساعدات، وقد كان جيش الاحتلال يشجع هذه الظواهر ويرعى الكثير من هذه الحالات ويحرص عليها ويحمي أفرادها، لما لها من أثرٍ سيءٍ على المجتمع، ولما تحدثه من تصدع وخلافٍ، وقد كان يتعمد خلقها وتعميقها، مما استدعى محاربتها وملاحقة المتورطين فيها ومحاسبتهم ومعاقبتهم، وهو ما أرضى أغلب المواطنين وأشعرهم بالطمأنينة والأمان، إذ اكتووا من هذه العصابات وعانوا منها، وتعرضوا للنهب والسلب والقتل على أيديها.

لعل هذه الصور والمشاهد قد أسعدت الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وأشعرتهم رغم هول ما أصابنا، وفداحة ما حل بنا، أننا شعبٌ يستحق الحياة، وأننا بخير ونستطيع مواصلة العيش واستمرار الحياة، والسير قدماً نحو المستقبل بكل عزيمةٍ واقتدار، وأملٍ ويقين، يسر الصديق والمحب والأخ والشقيق، ويغيظ العدو والكاره، والمتآمر والحاقد.
 يتبع ......
بيروت في 21/10/2025


ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
فصل الهيئة المصرفية العليا إلى غرفتين: تكريس «الحاكم» وتحجيم «الرقابة» المصارف أولى بالعلاج من الودائع! محمد وهبة الجم
على بالي
إحباط مصري - قطري من واشنطن: وقف الحرب ليس أولوية
500% نسبة ارتفاع أسعار الخضار في تشرين الأول
البترون: صراع بين «الحلف الثلاثي» وباسيل
مفارقة «القول بالطائف... والسير خلافه» 12
الاخبار : وقـف إطـلاق الـنـار فـي عـهـدة الـدولـة وأمـيـركـا
قاسم: لن نُسلّم السلاح... ولا يلعب أحد معنا
إسناد حزب الله لغزة: ضرورات الجغرافيا والتاريخ والدين فلسطين صادق النابلسي السبت 20 كانون الثاني 2024 ماذا لو نجحت
نقاش حول الأسئلة الكبرى للبيئة الحاضنة: المقاومة كما عرفتموها
الشرع يقبل بما رفضه الأسد
أيّ دور تريده دول الوصاية لياسين جابر؟
إنجازات العدو في ظل حصرية السلاح
خاص صدى الولاية : طوفان الأقصى ويوم القدس:أهمية وتاريخ
النائب الدكتور علي فياض خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب ‏الله لثلة من الشهداء السعداء في مجمع الإمام المجتبى
الاغتيالات الانتقامية: إسرائيل تعوّض قصورها في اليمن
إيران بين الاستهداف والسيطرة: تفكيك الرواية الإسرائيلية وترسيخ رباطة الجأش الإيرانية
بهاء لا يملّ من التجارب: البحث عن زعامة مفقودة
بلال عبدالله لن يترشّح؟ الأخبار الأربعاء 24 أيلول 2025 نقل مقربون من النائب بلال عبدالله أنه لن يترشّح إلى الانتخابات ا
خبيرٌ عسكري يُرجّح عبر الجمهورية احتمال التسوية....ما الاسباب؟
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث